رفض ما أسموه بـ"أخونة" الدولة وهيمنة التيار الديني على السلطة و المؤسسات الحيوية بالبلاد، وهى الدعوة التي قاطعتها عدة قوى ثورية ومدنية، إلى جانب التيارات الإسلامية حتى وصلت إلى حد إهدار دم المشاركين بها من قبل بعض المتشددين.
وبرر الرافضون للمشاركة، ومنهم حركة "6 أبريل،" القرار بعدم وضوح مطالب تلك التظاهرات، وخاصة إسقاط الرئيس محمد مرسي، علماً أنه تسلم منصبه منذ شهرين فقط، ذلك رغم طلبهم من الجهات الأمنية حماية المتظاهرين السلميين.
ونقلت وسائل إعلام مصرية حدوث اشتباكات بين أنصار مرسي ومتظاهرين نتج عنها حدوث أربع إصابات، ثلاث منها بخرطوش ناري، وقام عدد من المتظاهرين بضبط شخص أطلق أعيرة نارية في الهواء بميدان التحرير.
وكانت بعض الائتلافات و الحركات السياسية، يقودها عضو مجلس الشعب السابق محمد أبو حامد، قد أعلنت عن رفضها إعطاء رئيس الجمهورية نفسه صلاحية إصدار وإلغاء الإعلانات الدستورية، كما طالبت بتقنين وضع جماعة الإخوان المسلمين أو حلها ومعرفة مصادر تمويلها.
وكذلك إعادة التحقيق في هروب المتهمين الأجانب في قضية التمويل الأجنبي، والاعتداء على أقسام الشرطة و فتح السجون وتهريب عناصر من الإخوان وحزب الله وحماس أثناء الثورة.
وقال المحلل القبطي، كمال زاخر، إن التظاهرات تحمل رسالة هامة يتوقف نجاحها أو فشلها على "مدى استجابة السلطة الحاكمة في الحفاظ على مدنية الدولة ورفض هيمنة التيار الإسلامي الديني،" مشيرا إلى الاعتداء على متظاهرين حزب التجمع اليساري من قبل أنصار الإخوان المسلمين، على حد تعبيره.
وانتقد زاخر موقف الجهات الأمنية، وقال إن الكثير "منعوا من الذهاب للاماكن المحددة بالتظاهرات،" وأيضا ما تم نقله عن حياديتهم في الوقت الذي "كان يتعين فيه عليهم حماية المتظاهرين من الاعتداءات التي تعرضوا لها،" واصفا هذا الأمر بأنه "جريمة وإعادة لإنتاج نظام مبارك."
وحول مشاركة ائتلافات قبطية بالتظاهرات، أكد زاخر أن الأقباط "يجب أن يعاملوا كمصريين لهم مطالب وتوجهات وانتماءات وليس شيء آخر، كما يفعل أنصار تيار الإسلام السياسي الذين يعتبرون معارضتهم ورئيس الجمهورية كأنها معارضة للإسلام."
من جانبها انتقدت الكاتبة فاطمة ناعوت، تغطية بعض القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية، والتي اعتبرتها "منتمية لجماعة الإخوان المسلمين لتظاهرات 24 أغسطس،" وذلك بتصويرهم لحدائق مجاورة لقصر الاتحادية وهي خاوية من المتظاهرين.
وقالت "إنهم يعيدون ما قام به نظام مبارك عند تصوير كورنيش النيل خاويا من المتظاهرين أثناء ثورة يناير، بينما ميدان التحرير يمتلئ بالمتظاهرين،" فضلا عن ما قالت انه "تطبيل" لمرسي بالتليفزيون الرسمي، كما كان يحدث بالعهد السابق، ما يشير أعادة نفس السيناريو.
وحول رفض عدد من الائتلافات الثورية للمشاركة "قالت إن حركة 6 أبريل أصبحت تمثل جماعة الإخوان المسلمين بتأيدها لهم، لافتة إلى نجاح التظاهرات في حشد عدد ليس بقليل من المواطنين للتأكيد على أهدافها،" مشيرا أن تلك التظاهرات ستستمر وسيتم الاعتصام أمام قصر الاتحادية للتأكيد على مدنية الدولة ورفض هيمنة الإخوان على المؤسسات، ومنح صلاحيات مطلقة للرئيس."
وقال أحمد ماهر، منسق حركة "6 أبريل،" إن تجمعات صغيرة فقط هي من شاركت في تظاهرات اليوم التي قاطعتها العديد من القوى والائتلافات الثورية، بسبب عدم وضوح أهدافها ومبادئها، و مشاركة أبناء مبارك وعدد من الشخصيات العامة التي كانت تهاجم القوى الثورية مظاهراتهم ضد المجلس العسكري.
وأضاف الناشط السياسي، أن قنوات "6 أبريل" كانت تتابع تلك التظاهرات في كل مكان ولم يظهر مشاركة أعداد كبيرة بالتظاهرات، وتابع "من يقول عكس ذلك عليه أن ينشر الصور و الفيديوهات التي تؤكد قوله،" كما رفض ماهر المطالب الخاصة بإسقاط الرئيس الذي لم يصل إلى منصبه إلا منذ شهرين فقط.
وحول تقنين وضع جماعة الأخوان المسلمين وحلها، قال إن هذا المطلب حتى يتم تنفيذه سيأخذنا إلى تطبيقه على جميع الحركات السياسية، على الرغم من أهمية تقنين وضع أي جماعة أو حركة سياسية وإصدار قانون لذلك.