أسوشيتد برس: السيسي كان يبحث عن ''حصانة'' لصورته


قالت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية إن فوز عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع السابق في الانتخابات الرئاسية لم يكن أبدا محل شك، لكن المشير البالغ من العمر 59 عاما أراد مشاركة كبيرة في الانتخابات والتي تعطي شرعية للإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي في يوليو 2013.

وأشارت الوكالة إلى أن السيسي أراد من المشاركة الكبيرة أن يظهر لناقديه في مصر وخارجها أن تحركه جاء بناء على إرادة الشعب.
وقالت الوكالة إن السيسي يبحث عن ''حصانة'' لصورته من خلال المشاركة الأكبر، مشبهة ذلك بالمفارقة المركزية؛ حيث أنه سيفوز وباكتساح إلا أنه يبحث عن مشاركة واسعة تصل لأربعين مليون ناخب من جملة نحو 54 مليون ناخب هم حملة الكتلة الناخبة في مصر، كما قال في إحدى لقاءاته التليفزيونية.

غير أن  حقيقة المشاركة في الانتخابات جاءت ''فاترة''، بحسب الوكالة.

ولفتت أسوشيتد برس إلى أن النتائج الأولية غير الرسمية أظهرت حصول السيسي على 92 في المئة من الأصوات المشاركة في عملية الاقتراع، مكتسحا منافسه الوحيد السياسي اليساري حمدين صباحي.

كما لفتت الوكالة إلى أن حملة السيسي أعلنت أن نسبة المشاركة بلغت نحو 44 في المئة، وهي نسبة ليست بالسيئة بالمقارنة بالانتخابات التي جرت في مصر خلال السنوات الثلاث الماضية، لكنها أقل من جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة في 2012 التي فاز فيها مرسي.
ورأت الوكالة أن الانتخابات الرئاسية تلوثت بفعل الاجراءات الغير عادية التي اتخذتها الحكومة المدعومة من الجيش لحث الناخبين على المشاركة، وزعمت الوكالة أنه بعد أن علامات على أن نسبة التصويت في اليوم الأول (الاثنين) بلغت 15 في المئة، أصدرت الحكومة قرارا يجعل يوم الثلاثاء أجازة للعاملين بالدولة، كما هددت اللجنة العليا للانتخابات بتطبيق الغرامة المقررة قانونا على من لم يشارك في الانتخابات والبالغة 500 جنيه.

وقالت الوكالة إن لجنة الانتخابات عندما وجدت نسبة المشاركة لازالت ضعيفة في اليوم الثاني للتصويت مدت الانتخابات يوما اخر، كما جعلت الحكومة المواصلات العامة مجانية حتى تسمع للوافدين بالذهاب إلى أماكن دوائرهم الانتخابية والتصويت، كما نعتت القنوات التليفزيونية المصريين بأنهم ''ناكرين للجميل'' و ''خونة'' لعدم ذهابهم للتصويت.
''بالنسبة لكثيرين، بدا واضحا أن الدولة كانت تحاول مساعدة مرشحها المفضل، وتذكرت دسائس نظام مبارك الذي دام في الحكم 29 عاما وأطيح به في 2011 من قبل الانتفاضة الديمقراطية''.

وأوضحت أسوشيتد برس أن السيسي لم يكن مفترضا أنه يحتاج إلى دعم، فطوال العشرة أشهر الماضية، ظلت الحكومة ومحطات التليفزيون والصحف تروج وتصر على أنه الوحيد القادر على قيادة البلد.
ونقلت الوكالة ما قاله الكاتب الصحيف وائل عبد الفتاح في صحيفة السفير اللبنانية ''البطل الشعبي لم يجد الجماهير مصطفة أمام صناديق الاقتراع لتنقله إلى القصر. وتحول الفرح إلى كرب''. مضيفا أن ''الصدمة هنا هي في حاجة الدولة إلى استخدام أدواتها القديمة للدفاع عن مرشحها''.

وأفادت بأن السيسي كان باستطاعته أن يقول وبصدق أنه أتى لمنصبه بحصيلة أصوات رائعة؛ فحملته قالت إنه فاز ب23.38 مليون صوت. وهذا أكثر مما حصل عليه مرسي في جولة الإعادة في انتخابات 2012.
كما ان أرقام السيسي أكثر مما حصل عليه الإخوان وحلفاءهم في أول انتخابات برلمانية بعد الإطاحة بمبارك (18 مليون)، وهي الانتخابات الأكثر إظهارا لحجم الإخوان الانتخابي.

ومن المقرر أن تُعلن نتائج الانتخابات رسميا في مطلع يونيو.
''لكن الخرق في صورة السيسي ليس بالهين''، تقول الوكالة، مضيفة أنه يشير إلى أن قطاع عريض مستاء من السيسي ومن المرجح أن يساعد هذا الإخوان في احتجاجاتهم، أملا في أن ينضم إليهم المصريون إذا فشل الرئيس الجديد في تحسين ظروفهم.
كما أن ''الخرق في صورة السيسي'' يعطي أملا للأكثر علمانية ودفاعا عن الديمقراطية من القوى الثورية الحذرة من وجود رجل ذو خلفية عسكرية في الحكم كما كانت حذرة من  الإسلاميين.
وضعف المشاركة أعطت علامة مهمة أخرى وهي أن المصريين لازالوا قادرين على فعل المفاجآت، وأنه بعد أن انتفضوا ضد رئيسين منذ 2011 فإنهم يتوقعون كثيرا من سياسي أكثر من صورة البطل.
وتطرقت الوكالة إلى الحالة الاحتفالية التي كان عليها أنصار السيسي والمهووسين به؛ حيث الرقص والغناء أمام مراكز الاقتراع، وقولهم إن الرجل القادم من المؤسسة العسكرية يمكنه جلب الاستقرار بعد ثلاث سنوات من الاضطرابات الدامية.


المصدر: masrawy.com
Previous Post
Next Post
Related Posts